آراء

التطبيع الذي أعرفهُ

بقلم: أ. حسن فياض
في الزمن الطيني من الحياة بالمخيم ومن أجل تأمين متطلبات العيش والبقاء، عمل قسم لابأس به من أهالي المخيم بالزراعة، تربيةالمواشي وإقامة الحظائر لها في احواش البيوت وكثُرت الحاجة إلى الحمير.

نظراً للمجهود الكبير والجبّار الذي تقوم بهِ مثل مرافقة الرعاة مع قطعانهم حيث يوضع زّاد الراعي وشربه في خُرج على ظهورها، كذلك نقل الماء بالراويات من النهر أوالنبع البعيد، نقل الحطب، جر ألواح الدراسة على البيادر وحمل أكياس الحبوب والتبن، صناديق الخضار من أجل كل تلك الأسباب متفرقة و مجتمعة:
أُقتنيت الحمير وبنيّ لها زرائب خاصة جوار البيوت.

بعد ولادة الحمير( للكرار) يرافق الكر أُمهُ وأباه في مشاويرهم ومهامهم وعند بلوغه سن معينة يتم تهيئته للتطبيع الذي لم يكن بالمهمة السهلة بل خطيرة وينجم عنها شذوخ في الرأس، كسور وكدمات.

في بداية التطبيع ُيلقى على ظهر الكر اليافع كيس خيش وهذا أول شيء يلامس ظهره مع مراعاة عدم الإقتراب منه خوفاً من الرفس العنيف فيما بعد يوضع حمْل خفيف بعد أخذ الحيطة والحذر.

في مرحلة تالية يستعين أصحاب الكرار بالصبية.. ليخوضوا معها معركة تأخذُ وقتاً طويلاً حتى الإمساك برقابها ولايجرؤون على امتطاءها بل يكتفون بوضع صدورهم على ظهورها الحرة.. وهذا ما لا تطيقه ابدًا لتبدأ بالحركة الرفس والعنفصة بنفض قوائمها الخلفية متخلصة منهم وملقية بهم على الأرض.

لتعاد الكرة مرةً ثانية وثالثة رغم كل ماينجم عنها من مخاطر وأذى .

يستتب الأمر بالنهاية بالتمكن منها والركوب عليها بشكل سليم وآمن، وهي مذعنة مستلمة وراضخة.

كبرت الكرار شاخت.. هرمت.. عَقُمت هذا حال الكثير من حكام العرب !!!